الاثنين، 19 أكتوبر 2009

من الذي أيقظ المارد؟!

بالأمس اشتريت رواية للراوي الليبي "ابراهيم الكوني" ولم أترك هذه الرواية حتى أتممت فصلين منها وهو النصف أو أكثر بقليل واستمريبت في قراءتها من العصر وحتى بعد صلاة العشاء دون كلل أو ملل وكنت أهيم مع الراوي في الصحراء الواسعه وأفترش الأرض وألتحف السماء ويقرصني برد الصحراء ليلا ويحرقني حر شمسها نهارا وتحسست معه الحجارة السوداء الغامقه والنقوش الحجرية التي رسمها أجدادنا وتذوقت طعم لبن الإبل وخبز الشعير الأسمر "خبز الملال أو الجمر" .
عشت فصولا صحراوية المناخ درامية الأحداث واقعية بعض الشيئ أحيانا وخرافية في بعض الأحايين الأخرى .

وكنت قد ابتعدت عن الروايات لأن أغلبها كانت نهايتها حزينة وكانت تترك لمسة حزن أو أسى على نفسي وكانت أول رواية قرأتها بعد قصص الأطفال "هاملت " للكاتب العالمي "شكسبير" هي و"الملك لير" و " روميو وماكييتن" ، وكان آخر ما قرأت رواية" الباب الضيق" للكاتب "أندريه جيد" ومن ترجمة "طه حسين" وكانت بدايتها رومنسية حزينة ونهايتها صوفية مسيحية شديدة .
تركت هذه الرواية طابعا حزينا في نفسي لفترة وذلك لأنني كنت أمزج نفسي مع شخصياتها فأفرح لفرحهم وأحزن وأبكي لحزنهم ، فآثرت بعدها البعد عن هذه الروايات مع قناعتي بأنها خيالية غالبا ، إلا أنني بقيت أربع سنوات بعدها لا أنظر إلى الروايات ولا أفكر بها .

ولكن قبل أيام تحدثت مع شخص عزيز على نفسي ونصحني بقراءة رواية الروائي الليبي " إبراهيم الكوني" وإسمها "من أنت أيها الملاك" غير أني لم أجدها يومها فغلبتني نفسي فاشتريت أخري لنفس الكاتب فمزج نفسي مع حياة الطوارق وشعرت وكأني أعيش في هذا العالم وأحترمه منذ زمن وفرض على نفسي قوانين الصحراء وأعراف أهلها وأبى إلا أن يوقض ذلك "المارد" الشره الذي لا يشبع من القراءة في أي فن من الفنون بداخلي فوجدت نفسي اليوم مستغلا وجودي بالعاصمة أشتري روايات ثلاثه كانت إحداهن ل"كامل حسن المقهور " رغم أنني لم أقرأ له من قبل ، واستعملت هنا كلمة العاصمه" لأن المثقفين والرواة طالما تغنو بها فترة الثمانينيات عندما بدء الناس في الهجرة من الريف وبهر من دخل المدينة بأجوائها وانتقد البعض هذه الأجواء كالحرية المطلقه وضياع الذات أو الهوية فطالما سمعت وقرأة هذه الكلمه فأردت أن أسوقها هنا علها تذكر البعض بفترة ذهبية في عالمنا العربي من حيث الكتابة والقراءة والتأليف.
فها هو المارد يهزني من جديد ويريد أن أشبع رغبته في القراءة رغم قلة الوقت والشقاء في طلب الرزق.

هناك تعليقان (2):

على يقول...

من على الاصيبعي ،، ولد إبراهيم الكوني بلكاني في 7 اغسطس 1948 بالحمادة الحمراء في الصحراء الكبرى التي عشقها وكتب عنها أجمل الروايات، ودرس الكوني الابتدائية والإعدادية والثانوية في الجنوب الليبي (فزان) وأكمل دراسة الماجستير في العلوم الأدبية بمعهد غوركي للأدب العالمي بموسكو عام 1977.،،

على يقول...

من على الاصيبعي ،، ولد إبراهيم الكوني بلكاني في 7 اغسطس 1948 بالحمادة الحمراء في الصحراء الكبرى التي عشقها وكتب عنها أجمل الروايات، ودرس الكوني الابتدائية والإعدادية والثانوية في الجنوب الليبي (فزان) وأكمل دراسة الماجستير في العلوم الأدبية بمعهد غوركي للأدب العالمي بموسكو عام 1977.،،