الأحد، 18 أكتوبر 2009

قصة أبكتني

ليلة أمس تحدثت مع شخص عزيز على قلبي جدا وكان قد قرأ مقالة " لماذا نحارب الحجاب" فأشار علي بنشرها في مجلة ما فجزاه الله خير الجزاء لتفاعله مع الأمر.
بعد ذلك تحدثنا عن الكتابه وعن الثقافه فسألني عن حب الروايات فأجبته فنصحني بقراءة رواية للروائي الليبي إبراهيم الكوني "من أنت أيها الملاك" .
ذهبت عشية اليوم للمكتبة القريبة من مكان عملي فوجدت كتبا أخرى غير هذه الرواية ، فأعجبني كتاب " وطن الرؤى السماوية " كان أول فصل بإسم الكتاب ولم يعجبني لنزعته الصوفية ولطريقته القادريه ، فواصلت إصراري فأتممت فصله الثاني وكان بإسم "الفخ" وكانت هذه في غاية الروعه .
كانت الأولى تحكي قصة رجل أراد أن يبلغ الأفق وكان يأسره الشوق لذلك وأراد أن يجرب كل الطرق فدخل الزاوية القادرية وسجن بها شهرا ليخرج من نفسه وإرادتها وكان يتتبع أوامر شيخه وبعد ذلك خرج بعد ثلاث سنوات ليدخل الحياة من جديد فتزوج ورزق بولد ولكن كانت نظرته للأرض بأنها تستعبد الإنسان إذا ما انتظر حرثها وتبنى هذه النظرية أيضا مع المرأه ، فطلق زوجته وهام في الأرض مدة فسمع بوفاة زوجته وكانت من قبيلة أخرى فأراد جلب ولده إلى قبيلته ولكن قوانين أهل الصحراء بأنها تستعبد من كان من امرأة غريبه فوقع في الحيره إما أن يبقى مع جدته فيصير فلاحا فتستعبده الأرض وإما أن يأتي به للقبيلة فيستعبده البشر فيستجير من الرمضاء بالنار ، ففضل الهجرة به إلى المجهول وكان هذا المجهول هو "واو" وهو اسم الجنة عندهم ولن أكمل أحداث هذه القصة فهي شيقه .
أما أحداث رواية "الفخ" فهي أجمل وتأسر حتى أنفاسك أحيانا فتهيم مع بطلها في الصحراء الكبرى وتدخل معه مغارات الأجداد القدامى وتهيم معه في نقوشات الكهوف التي نقشها السكان الأوائل وتلتمس العلاقة بين الجن والإنس وأنثى الودان والأشجار وتعيشها حتى يخيل إليك بأنك جالس في سينما وترى وتعيش الأحداث لحظة بلحظة .
ولكن في هذه الرواية أحداث تمتزج فيها الروح بالأمل بالأرواح الخفية ، تتمازج الأرواح كأنها جزء واحد مما يشعرك بأن الأرواح روح واحدة مقسومه حتى أنك تشعر بشعور الإنسان والجني والودان والشجر لدرجة أنك تسمع وتقشعر من أنين وصرخات الحطب في سعير النار وتتحسس لزوجة دم هذه العيدان بيدك .
وتحكي هذه الرواية معاداة الإنس لموطنهم وإخوانهم من الجن وكيف يجني الإنسان على نفسه وأرضه وكل ما يملك بتسلية تافهة في وقت فراغ وغفلة منه فيتفاجأ بحرب شعواء عليه من هذه الموجوداة ، ولكن بأسلوب يجعل شعور الندم يتحول إليك ويبكيك بكاء أليما وتشعر بحرارة دمعة الأسى والأسف التي سيشعر بها أهل الندامة في الآخره .

وهذا ما أبكاني لأنني شعرت بالأسف عن كل شيئ إقترفته بسبب تفاهتي أو غروري وظلمت بذلك نفسي أو أنفسا أخرى .
أدعوكم للتجربة بأنفسكم.

هناك تعليق واحد:

Security يقول...

جزاك الله خيرا