الأحد، 9 مايو 2010

دعوة إلى تصحيح مفاهيم '4' ...... من هو المثقف‎ ‎حقا؟

¤ المثقف هو شخص يعي ما يفعل .
يدرك ما يقول , مؤمن بربه , متمسك بمبادئه , له أصوله وعاداته , له معتقده وقضيته .
تبقى جذوره العقدية والمنهجية هي أساس انطلاقته , أساس أفكاره , أساس منهجه في الحياة .
يبقى صوته ما بقى حيا له نفس النبرة , وتبقى بصمته بعد مماته في ذاكرة الأيام .

¤ ليس المثقف من يتنازل عن بعض موروثه لإرضاء الغير .
ليس المثقف من يلبس ثوبا غير ثوبه أو يتلون بلونا غير لونه .
ليس هو من يترك ثوابته وأساسيات ثقافته لا لشيئ إلا ليضهر بمظهر الشخص الذي يعرف ويدرك مالا يدركه الغير.
ليس هو من ينقل كلام الفلاسفة موهما بأنه يعمل بها وأنها تحاكي واقعا أو تجارب حياة تاركا كلام من أوتي جوامع الكلم ومن هو أعلم بالمصالح الدنيوية والأخروية من ذاك الفيلسوف أو العالم وهو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .
ليس هو من يتصيد في الماء العكر بعد فوات الأوان ليسبق إلى التهكم والسخرية من واقع بلده أو واقع مجتمعه .
ليس هو من ينتقد ليهدم لا ليبني .
ليس هو من يكتب ليضن به أنه عظيم وإنما ليغير وجهة أو فكرة معينة
ليس هو من يشاهد أمورا لا تتوافق وتعاليم دينه أو عرفه ويمر كما يمر العامة .
ليس هو من يستسلم للواقع ويضن بأنه غير فعال وغير مؤثر .

¤ بل هو من يسعى دائما للمضي قدما بمجتمعه وإن كان في الحضيض .
من يمضي قدما في تحقيق هدفه بأقرب الوسائل وأسلمها وأنجحها ليبلغ مراده .
من يفخر بأصوله وجذوره ولا يتنكر لها ويتركها خلفه متجاهلا إياها .

¤ يسوؤني ما أراه هذه الأيام من تهاون بترك الجذور والقيم والأعراف .
يسوؤني ما أراه من فئة كان مفترضا بها أن تكون هي أول مستمسك بالثوابت لأنها الأعلم بأن الصرح المبني بغير أسس سرعان ما ينزل للحضيض ويندثر .
أرى ندواتنا ومهرجاناتنا الثقافية تستفتح وتتضمن وتختتم بألحان وأغان ليست هي من ديننا الإسلامي الحنيف ولا هي من شيم العرب حتى .

كيف لي أن أسمح لزوجتي أو ابنتي أو أختي بأن تهمس بأبيات شعر أو فصول رواية على مسامع أشخاص في ندوة أو سهرة شعرية وعلى أي محمل سأحمل ويحملون هذا الفعل؟
ربما يقول البعض ما دخل الدين في الموضوع ؟
فأقول حياتنا أساسها الدين ,وإلا فنحن كالأنعام بل أضل سبيلا كما قال الله تعالى
نحن أمة أعزها الله بالإسلام فمتى نبتغي العزة بذلك نذل ,كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه .
أيعقل بأن نرى أشياء تنتهك حرمة الإسلام و وثوابت وأعراف المجتمع ونرضى بذلك بل ونعتبره تثقفا وتطورا ونرضى بذلك ولكن في سبيل ماذا؟
إن كانت هذه الكتابات التي أكتبها تدعى أصولية فأنا أصولي .
إن كانت الثقافة تملي علينا الرضا والقبول بانتهاك الحرمات وقلة الحياء فأنا أجهل الجاهلين ولي الفخر بذلك .
تبقى هذه وجهة نظري ولكني أحترمها كما أحترم وجهات نظر الآخرين ولكن ليست الجوفاء منها والتي هي واهية الأركان .

هناك 3 تعليقات:

دندنة قيثارة الوجد يقول...

في الحقيقة تختلف نظرة المثقف عن الشخص العادي كثيرا فهو ينظر للأمور من منظار جوهري مركز أكثر وهو لا يحكم على أي شيء بصوابه أو خطأه لأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

ولكن المشكلة الحالية تكمن في من يدعي أنه مثقف ولا يجعل لأي خلق وزن.

تحياتي لك وتقبل مروري

عبدالخالق الزواغي يقول...

أتقبل تحياتك وأتشرف بمرورك ,فعلا هذا ما قصدته من وراء التدوينة وهو ميزان الأخلاق ,ليس من المنطق أو العقل أن يتظاهر شخص بأنه واع ومدرك للأحداث ومتنايا للب شخصيته وعرقه.

غير معرف يقول...

رائعا جدا

بالتوفيق

مدونة يحدث فقط فى ليبيا