الأحد، 25 أبريل 2010

دعوة لتصحيح مفاهيم...."2" 'أأنت غيور؟'

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة لتصحيح مفاهيم هذه المرة أتحدث فيها عن مفهوم الغيرة , وكيف غلط الكثير في فهمها وحتى تناسوها أصلا ,فلا يعلم الكثير عنها سوى الإسم للأسف والله المستعان.
سؤالي هو أأنت غيور؟
سأعرض عليك أيها القارئ نموذجا من واقعنا المعاش وحياتنا اليومية وقس عليها ولتقس عليها النساء لتعلم مدى غيرة أهلها أو زوجها عليها,فتفرح بذلك أو تحزن ,وأتمنى من الله أن لا تحزن الكثيرات.
نموذجي ببساطة يدور حول الحياة اليومية .
نموذج تناقض لطالما عرضته على العديد من الأشخاص ولكنه بالرغم من ذلك لم يلق استساغة الكثيرين لأنه يتعارض ونمط حياتهم للأسف , ولأنهم راضين بعيش التناقض وعدم الإلتفات لواقعهم المرير للأسف.

مثالي هو بأن نفترض شخص ما وكان متزوجا من زوجة صالحة وتقية ولا شك ولا شوائب حولها , حتى نزيح عوائق نجاح الهدف من الحديث.
ولنفترض بأنهما يعملان في نفس المدرسة أو الإدارة مثلا , لنقرب الفكرة ولتكون الحجة أبلغ.
ولنفترض بأنه وزملائه يوما ما في بيته في عشاء أو جلسة شاي فرضا.
وجهز الشاي أو الطعام وأرادت زوجته تقديمه فإنها وفي مجتمعاتنا المحافظة ولا أتكلم عن المجتمعات المنحلة لأنها ميؤوس منها ,فإن زوجته ستطرق الباب أو تتصل به أو ترن جرس المطبخ ليفهم الإشارة ويحضر لتقديم ما جهز.

***انتبه هنا يبدأ الإختبار
لو طلبنا منه أن يسمح لحرمه المصون أن تقدم هي الشاي أو العشاء لزملائها وزملائه أيضا فإنه سيحمر وجهه وتنتفخ أوداجه ويطير الشطط من عينيه غيرة على الحرم المصون التي في واقع الحال غالبا ما يوصلها بنفسه إلى عملها ويتركها مع نفس الرجال ساعات وساعات طويلة ولوحدها و بدون حضرته هو أيضا.
فلم نجده يغار عليها ويغضب وهي لو دخلت في حضرته لكان أئمن لها ولما استطاع أحد الحاضرين أن يرمقها ولو بنظرة تحية ,ولا نجده يغار عليها وهي لوحدها صحبة الرجال في العمل والمدرسة.
أتدرون لماذا؟ لأنه مازالت به أصول مشاعر الغيرة والنخوة , أو لأنه ورث هذه العادة وراثة من مجتمعه وأهله ,ليعلم بأن الأصل في مجتمعنا لم يكن ما نراه اليوم من أحوال لا تسر .
هذا الإختبار الذي أردت إيصاله ليختبر كل منا معايشته للتناقض .
وهنا تطرح أسئلة نفسها كل له خجابته عليها :-
- هل نرضى بما يحدث ورائنا متغافلين عنه كما يحدث مع أغلب الآباء في وقتنا الحاضر وللأسف ؟
- هل نحن متناقضون لهذا الحد لدرجة أننا نتعامى عن أغلب تصرفاتنا حمقا؟
- أيعقل بأن نسائنا لا تعي هذا التناقض فيحكمن بغبائنا نحن معشر الرجال ؟ لأننا غالبا ما نحنق ونغضب لأتفه الأسباب متظاهرين بالغيرة؟
- أيظن أحدنا بأنه فعلا رجل كامل الرجولة وهو يعيش التناقض بذاته ولا يستطيع أن يستدرك الأمر قبل أن يحكم عليه بما هو واقع فيه؟
- أيظن أحدكم بأنني أطرق هذا الموضوع انتقاصا لبعض الأشخاص أو لغرض ما آخر؟
* لا وربي ما طرقت هذا الموضوع إلا لأنه آلمني ما آل إليه حال أغلب الناس ولن أقول الرجال حفاظا على مدلول الكلمة ,لأنها تعني الكثير الكثير والله نسأل أن نعمل بالأفضل والأقرب لله لننال شرفها .
كلمة 'رجال 'وردت في القرآن الكريم في سورة الأحزاب الآية23 دالة على أشرف الخلق بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين وجمعنا بهم في جنته وهي قوله تعالى :-
( (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ¤ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) الآيه .
والله إنه ليؤلمني حينما يتطاول أحدهم ويطعن أو يهمز أو يلمز فتاة ما هي إلاإبنة أحدنا وهو أخانا في الدين بسوء فيؤثر ذلك في نفسي وأضع نفسي موضع الشخص الغائب , ووالله إنني لأسف أشد الأسف على أشخاص يرضون بأن تعاكس بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم في الطرقات ولا يأبهون لهن ويرضون بأن يستمتع الأنذال والفساق بما بدا من نسائهم .
ولكن كلا لن نرضى بهكذا وضع ولن نسكت عليه وسنحاول استدراك ما يمكن استدراكه من قيم مجتمعنا الإسلامي .
وأسأل الله أن تنال تدوينتي هذه صداها وتجد الطريق لقلب كل قارئ وأقول له بأنني والله أحبك في الله لو كانت هذه الكلمات أثرت في قلبك الحي المليئ بالخير .
وأقول لمن لم تجد هذه الكلمات لقلبه أسأل الله بأن يصلح حالك وأن يهديك لا أكثر.

لطالما داعبت أزرار هاتفي وأنا أحاول الكتابة حول هذا الوضوع وها أنا الآن أخرجت ما في جعبتي من كلمات طال الوقت حتى كتبتها هنا ,وكم من مسودة كتبتها وحفظتها في ذاكرة هاتفي ثم محوتها متجاهلا , ولكن حينما يعبر الشخص عما بداخله لإخوته قراء كلماته فإنه يشعر براحة لأنه تبادل وجهات نظره معهم وهم أقرب الناس إليه وأعرفهم به لأنهم إنما يقرؤون أفكاره بقرائتهم لكلماته .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليك ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل من واقع مجتمعنا الملي بلأخطا
الغيره شي جميل تحب اي مراه ان يكون زوجها او اخيها يغار عليها لكن للاسف يغارون في الاشياء التافهه فقط
فالرجل لا يغار على زوجته واخته عندما تخرج الى العمل وهو نائم لانها سوف تجلب له المال ولا يسال عن المضايقات التى تحدث لها اثناء ذهابها الى العمل .
اكررشكري ياأخي على مواضيعك المميزه

عبدالخالق الزواغي يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرر أنا أيضا شكري لكم على هذا التعليق الذي استوفى النقص الذي لم أشر إليه ألا وهو حب المال حينما يطفى يحجب الرؤية إلى العديد من الأمور.
وأشكر متابعبكم لتدويناتي وأحيي فيكم شعوركم الطيب المتوافق مع شعوري .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخي الكريم
معروف كقاعدة اخلاقية في الاسلام انه لاغيرةتُبنى على شك
وماتفضلت بالحديث عنه هى غيرة مبنية على كل الشكوك
لاافراط ولاتفريط
لاافراط في شرفك
ولاتفريط في شرف الغير
ان علمنا معنى لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه
عرفنا الفارق بين غيرة الشك
والغيرة التي توافق مراد الله في خلقه وسنته فيهم

احترامي
علي رحيل

bumedian يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجميع يعلم اخي ما تعيه ... غير انهم يكابرون و يسعون الى ما يعتقدون انه في مصلحتهم ...
و عندما يعبد غير الله من الاهواء فان كل يطيع هواه و كل يطيع حاجته في ذاك الاتجاه ...

الامر متبادل ... و معتمد على غياب الرجولة من الكثير من الرجال ... بالتالي فان الانوثة غابت عن الكثير من النساء ...

و عندما يعتقد احدهم انه رجل لمجرد انجابه الاطفال من امرأة تعتقد انها اتمت صفة الانوثة بانجابها ... فهم ينسون ان الانسان قد كرمه الله بالعقل ... فيغيبون العقل فتنتفي منهم صفات الانسانية ليكونو كالانعام بل هم اضل ( الا من رحم ربي)

اعجبني كثيرا الرطب الذي اتيت به اخي بارك الله فيك ...

خالص تحياتي