الثلاثاء، 16 فبراير 2010

أجواء جليديه

نشتاق داءما للأجواء الجليديه بل بالأحرى نتوق لعيشها والتمتع بروعة النظر للون الأبيض اللون الذي تسترخي معه الأعصاب كما تزهوا باللون الأخضر , واللعب واللهو في الثلوج كالأطفال والتقاذف بكرات الجليد .

قرأت قصة قصيرة للقاص الليبي الرائع " أحمد عقيله " في مدونته الخاصه مدونة الخروبه بعنوان "الصقيع في قريتي" , أثارت إعجابي بتصويره للمشهد ولا يخفاكم سحر الكلام لدى الرواة .
ذهلت لروعة ما صور وأجاد صراحة , فحاولت كتابة تعليق ولو بسيط .
المضحك في الأمر أنني اطلقت العنان واسترسلت في وصف وتخيل الأجواء حتى بلغ التعليق حدا غير مقبول للإضافه فنسخته وسحبته إلى مفكرة هاتفي وكنت أتصفح المدونة من هاتفي حينها .
اليوم تذكرت بأنني غفلت عن مدونتي لأيام طويله فأحببت أن أنقل ذلك المشهد لمدونتي عل من وجده وتصفحه يعيش اللحظة معي على الجليد وتحت سفح جبل شامخ مرتد الرداء الأبيض وعلني أتذكر يوم ما فأتصفح تدويناتي التي أسترجع معها ذكرياتي وفصول حياتي .
وهذا التعليق الماراثوني على رواية الأستاذ أحمد الذي أيقظ قلما ربما ما تخيلت أن يكتب يوما ما كتب :

‏(‏جميلة الأجواء الجليديه ولكن لن تكون جميلة حقا إلا بوجود الحياة عليها كأطفال يتسكعون ويلهون ويلعبون على البساط الأبيض وسط ضجيجهم الممتع الساحر الذي يجعلك تهيم بين ذاكرتك و سعادتك من ناحيه و بين الإلهام الذي تلهم به مع كل لحظة هيام مع هذا المشهد والعالم الرائع .

وبقدر جمال المشهد الذي صورته لكم تكمن صورة بائسة وحزينة خلف الستار إذا ما اكتنف هذه اللوحة الثلجية البؤس والشقاء أو الهدوء والصمت القاتلين فإن أنفاسك تكاد تؤسر وترتجف بين أضلاعك من الخوف وكأنك تشهد نهاية العالم وتعتريك وحشة لا سابق لها .

ولكن لا تنسى بأن تحت الصورة البائسة القفره الحزينه تكمن حياة قادمه تنتظر الرسول المخلص لها من هذه الوحشة بفراغ صبر , تنتظر الفارس المهاب الجميل الذي يأتيها على صدوة حصانه الأبيض الطائر .تنتظر الربيع بشمسه ودفئه الحنون ليريحها من هذا الظل الأبيض المخيف والقاتل .
تنتظر حبيبها الغائب لتبدي له مفاتنها وحبها وعطرها الفواح وأرديتها البهية الزاهيه لتفتنه لعله لا يغيب عنها ثانية ولكن هيهات فقدرها المحتوم أن يتغرب عنها مكرها ويتركها تقاسي الآلام والأحزان وحيدة تعاني وتكابد لتحافظ على نفسها من أن يقتلها الوحش البارد الكئيب اللئيم الذي يحاول أن يكبت أنفاسها تحته وينهي وجودها حاسدا لهما على عشقهما الأبدي ولكن هيهات أن يستطيع حاسدا أن يفرق بين عاشقين أبديين بمعنى الكلمه بل نجد الحبيبة تتظاهر بالموت كي تحافظ على نفسها من انتقامه ونجدها تستنفذ أكسير حياته وتتقوى به لتستعد للقائها الموعود مع عشيقها الأبدي الربيع الزهي , عشق لم ولن ينتهي أبدا ) .

هناك تعليق واحد:

على الاصيبعي يقول...

من على الاصيبعي (( جداً احساس راقي ))ومخيلة واسعة فمزيدا من الابداع